الاثنين، 9 يوليو 2018

ملهم البادية

في قريتي قصص كثيرة لم تروى بعد لإشخاص عاشوا الكفاح ووصلوا الى اعلى سلالم النجاح والتفوق بعد أن ذاقوا مرارة الصبر وحنظل الغربة ، قصص لأشخاص بدوأ من الصفر ، سأروي لكم قصة شخص من قريتي أثرت فى حياتى وجعلتني أفكر كيف كافح هذا الشخص ليصل لما هو عليه الآن ، العم عبدالله ولد في قرية صغيرة لأبوين همهم قوت يومهم ورعي غنهم ، العم عبدالله كان صاحب طموح وإصرار ذهب للمدينة وهو في سن المراهقة ليلتحق في السلك العسكري كان وهو في الميدان يراقب رئيسه كل ليلة وهو يسمعه يقرأ ويكتب كان يريد أن يصبح مثله بل وأفضل منه في ليلة من الليالي ذهب الى حفلة زواج قريبه من عمله وبالصدفة قابل أصدقاؤه تجاذب معهم الحديث وعرف منهم أنهم كانوا في رحلة مدرسية وأنهم أصبحوا في الصف الرابع الابتدائي حينها سأل نفسه هذا السؤال ماهو الشي الناقص لدي لكي لا ادرس مثلهم وفي صباح اليوم التالي ذهب الى قائده وأخبره ان يريد ان يدرس ويلتحق بأصدقاءه فرح قائده في العمل و أمر له بتفرغ من العمل الميداني ، شرط ان تكون دراسته ليليه لكي لايؤثر ذلك على عمله، فورا ذهب العم عبدالله الى المدرسة لكي يلتحق بأصدقاءه انهى العم عبدالله الإبتدائي في محافظة خميس مشيط وكانت النتائج تعلن على الراديو وحصل على تفوق مع العلم أن شهادة الإبتدائي لا يحصل عليها في ذلك الزمان إلا قلة وبعدها جاءه نقل الى مدينة نجران ذهب الى تلك المدينة وكله طموح وإصرار على إكمال دراسته أكمل المتوسط في نجران قبل ان ينتقل بعدها الى الحدود الشمالية ليكمل مسيرته التعليمية وينهي الثانوي بتفوق الجدير بالذكر ان جميع مراحله الدراسية كانت بتفوق ولك ان تتخيل كيف إستطاع أن يجمع بين دراسته وبين عمله وبعدها صدر أمر ترقيته الى ملازم هل وقف العم عبدالله واكتفى بذلك النجاح بل واصل دراسته لإن لازال في نفسه حلم لابد ان يتحقق ، حصل على إستثناء وذهب الى الابتعاث وعاد بعد البعثه ليكمل دراسته الجامعية ويقدم المزيد لوطن ينتظر رد الجميل منه وحين أكمل دراسته الجامعية وتخرج من الجامعة حصل على توصية من قائده بضمه إلى سلك التعليم لوجود الشاغر والعم عبدالله كان أهلا للثقة وشكلت له لجنة خاصة لدراسة وضعه وضمه الى التعليم ليصبح بعد ذلك مربي للأجيال، إن العم عبدالله لم يكتفي بالنجاح الذي وصل إليه بل سعى بكل جهده الى خدمة دينه ووطنه ومليكه أن الجميع في ذلك الوقت كان لديهم نفس فرص العم عبدالله ولكنهم اكتفوا بما وصلوا اليه ، العم عبدالله بدأ من الصفر ليعانق القمة بإصراره ونجاحه، يقول العم عبدالله مشكلتنا في البدايات حين ننكسر لأول هزيمة ولا نعتبرها درس لنا بل نصبح نفكر بها كالمصيبه ، العم عبدالله وأمثاله من الناجحين الكثير الذين صقلتهم القرية وجعلتهم منهم انموذجا يتحذى به

 أخيرا..

 ‏بعد المعرفة والإرادة تأتي العزيمة والإصرار ليتحقق الهدف توكل على الله والجبار لن يخيب من دعاه

Translate- الترجمه